الثلاثاء، 19 يوليو 2011

القصيدة التي أدت إلى تعذيب وحشي

مقالة نشرتها صحيفة الانديبندنت البريطانية بتاريخ 18/يوليو/2011

بعنوان : القصيدة التي أدت إلى تعذيب وحشي


المحتجون البحرينيون يملكون مثالا حياً ، إنها آيات القرمزي ، لكن الشاعرة دفعت ثمناً باهظاً لقاء شجاعتها ،تقرير من إعداد باتريك كوكبرن.

كانت الصوت لثورة. افرج عنها من السجن الاسبوع الماضي ، 
آيات القرمزي ابنة العشرين ربيعا  ،رمز الصمود للمتظاهرين المناصرين للديمقراطية ،اشتكت انه تم تعذيبها في السجن من قبل امراة تنتمي للعائلة المالكة البحرينية. في مقابلة مع آنسة القرمزي قالت انه تم ضربها بهراوة من قبل امرأة عرّفها حراس السجن أنها عضوة في عائلة آل خليفة الحاكمة. وأضافت القرمزي "كانوا يأخذونني مرات عديدة لمكتبها لتتلقى ضرب جديد. كانت تقول: (يجب ان تكوني فخورة بآل خليفة. لن يرحلوا عن البلد. انه بلدهم)". 

وقالت انه ريثما كان الحراس يحاولون تعصيب عينها ،امكنها رؤية "امرأة عمرها حوالى ال40 بثياب مدنية ،كانت تضربني على الرأس بواسطة هراوة ". آنسة القرمزي لاحقا وصفت التي تحقق معها مع الحراس ،التي -حسبما قالت-عرّفتها فوراً انها واحدة من آل خليفة برتبة رفيعة المستوى في جهاز الأمن البحريني .

الحراس وضحوا ان عمل المرأة ليس الاعتيادي،ولكنها تطوعت لاستجواب المحتجزين السياسيين. 

وكانت القرمزي تم اعتقالها في 30 مارس من منزل والديها ،بعد إمضائها اسبوعان مختبة حيث الحكومة ،مدعومة بالقوات السعودية ،بدأت حملة قمع دموية على المتظاهرين المناصرين للديمقراطية .تم استهدافها من قبل السلطات بعد ان ألقت قصيدة في مسيرة في فبراير حيث احتوت هذي السطور:" نحن الشعب الذي سيقتل الاذلال وسيغتال البؤس. نحن الشعب الذي سيدمر الظلم. "

عنونت الملك حمد بن عيسى آل خليفة مباشرة ، بقولها عن الشعب البحريني: "ألا تسمع بكاؤهم؟ ألا تسمع صراخهم ؟" باختتام حديثها ، زمجرت الحشود: "يسقط حمد !" و وصفت القرمزي حيث كانت في الأسر كيف كانوا يضربونها على وجهها بأسلاك كهربائية ،ويبقونها في زنزانة صغيرة جدا وباردة جداً ويجبرونها على تنظيف المراحيض بتهديدات من الذين يحققون معها انه سيعتدى عليها جنسياً او يغتصبونها. في كل الاثناء، كان يتم ضربها على الرأس والجسد حتى تفقد وعيها. "كثير من الحراس كانوا يمنيين واردنيين " ، على حد قولها.

المجندين المنتمين لقوات الامن البحرينية هم سنة أجانب من دول سنية ،يعتبرون أحد مظالم الأغلبية الشيعية في البحرين ،الذين يقولون أنهم مقصون من مثل هذه الوظائف. في مقابلة هاتفية بعد إطلاق سراحها ،القرمزي قالت انها لم تندم من إلقائها القصيدة في ميدان اللؤلؤة ،مركز البحرين للمظاهرات المطالبة بالديمقراطية في فبراير ومارس.

"ما قلته لم يكن مهاجمة شخصية للملك او لرئيس الوزراء ، لكن كنت أعبر عن ما يريده الناس. أكتب الشعر منذ ان كنت طفلة، ولكن ليس عن السياسة. لم أظن انها خطيرة ذاك الوقت. كنت أعبر عن رأيي فقط."

كل من دعم المظاهرات كان عرضة لخطر الاعتقال والتعذيب .آيات القرمزي وعائلتها أرسلوها لتبقى مع أقربائها، التي "لم ترد ان تفعله. لكن بعد اسبوعين من تهديدات قوات الأمن لي ولعائلتي كان عليّ ان أسلم نفسي. حيث كنت ذاهبة في سيارة ،قيل لعائلتي أن تقلني من مركز شرطة اليوم التالي، لذا ظنوا ان الأمر غير خطير ".

لكن المعاملة السئية لها ابتدأت فوراً. قالت :" كان هنالك اربعة نسوة ورجل واحد في السيارة ،كلهم يلبسون أقنعة. ضربوني وصرخوا: (سوف نعتدي عليكِ جنسياً!

وهذا آخر يوم في حياتكِ) ،وصرحوا بتصريحات معادية للشيعة. كنت مذعورة كونهم سوف يعتدون عليّ جنسياً او يغتصبوني ،و ليس لضربهم لي ."

المركبة التي كانت بها ، مصحوبة بالجيش والشرطة، لم تذهب فوراً الى مركز التحقيقات فقد تجولوا بها حول البحرين. أحدهم قالت القرمزي أنه عضو في منظمة المعلمين ،تم اعتقاله ووضعه في مؤخرة السيارة. أخيراً ،وصلت الى مركز التحقيقات، والذي هو بكل وضوح سجن مضاعف. القرمزي قالت أن الضرب لا يتوقف أبداً: "قالوا لي مرة أن أفتح فمي وبصقوا داخله ."

في الليلة الأولى من وضعها في زنزانة صغيرة: "الرائحة كريهة ولم استطع النوم بسبب صراخ رجل يتم تعذيبه في الزنزانة المجاوة ."
في الليلة الثانية تم وضعها في زنزانة أخرى فيها فتحتين لمكيف يجلب هواء بارد كالجليد. ويتم إخراجها للضرب الاعتيادي. "كنتُ مذعورة جداً ،" هكذا قالت ."لكن لم اظن انهم سوف يقتلونني لأن كل مرة أفقد الوعي من الضرب ، يستعدون طبيباً ."

في الأيام الأربعة أو الخمس الأولى، المحققون لم يسألوا القرمزي عن قرأتها لقصيدتها. هم يعتدون على الشيعة عموماً، يقولون أنهم "أوغاد" و لا يتزوجون بشكل صحيح ( اتهام ينبع من أن منشأ الشيعة من الزواج المؤقت ويستخدمونه السنة بإعتباره اهانة ) .

"حينما سألوني عن القصيدة ، ظلوا يقولون: (من طلب منك كتابتها ؟ من دفع لك لتكتبيها ؟)" على حد قولها .يصرون انه لا بد ان زعماء الشيعة في البحرين أو أعضاء في مجموعة سياسية طلبوا منها كتابتها ،الأمر الذي نفته. المحققون بقوا أيضاً يقولون أنها حتماً تدين بالولاء لإيران. "وسواس معتقد" أن مطالبات الشيعة بحقوق متساوية في البحرين حتماً مدبرة من طهران طالما كانت سمة رئيسية من نظريات المؤامرة على السنة.

"ظلوا يسألوني: (لماذا توالين إيران ؟ لماذا لا توالين بلدكِ الأم؟ )" هذا ما قالته القرمزي. "قلت أنه لا علاقة لإيران بالأمر. انا بحرينية و كنت احاول ان أعبر عن ما يريده الناس ."

بعد تسعة أيام، تم اقتياد القرمزي الى سجن ثانٍ في مدينة عيسى بالبحرين. لمدة أسبوع كانت في الحبس الانفرادي وكانوا يعطونها دواءً لذلك آثار التعذيب كانت أقل وضوحاً. عندها تم أخذها الى سجن عام أكثر حيث توقف سوء المعاملة الجسدية ،وكان معها اربع نساء. "بعد 16 يوم دعوني أتصل بعائلتي" قالت ذلك ." كان من المقرر ان تتحدث لمدة 3 دقائق ولكن دعوها تتكلم لمدة 10. مرة اخذوني الى مركز التحقيقات لتسجيل اعتذار مصور الى الملك."

الاحتجاجات الدولية و الدعاية السيئة التي تلت ذلك عن النظام الملكي البحرينيأدى إلى تحسين معاملتها .

تم جلب آيات القرمزي لمحكمة يوم 12 يونيو وحكم عليها بالسجن لمدة سنة. الأسبوع الماضي تم استدعائها الى مكتب في السجن وقيل لها انه سيتم إطلاق سراحها شريطة ان لا تشارك في أية مظاهرات.



رابط التقرير : اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق